بعد عامين فقط من توليه منصب المدير الفني لأستون فيلا، أصبح المدرب الإسباني رمزاً وبطلاً بالفعل في عيون الجماهير.
تولى إيمري المسؤولية وقت تواجد الفريق في المركز السادس عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأفكاره كانت واضحة منذ أول مباراة له على مقعد المدير الفني.
بداية الإسباني مع أسود فيلا كانت بالفوز على مانشستر يونايتد 3-1 هو الانتصار الثالث فقط على الشياطين الحمر في الدوري الإنجليزي الممتاز في فيلا بارك.
سجل فيلا هدفين في غضون 11 دقيقة في تلك المباراة، وفي عام 2023، سجل الفريق 77 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، أي ثمانية أهداف أكثر من أي عام تقويمي آخر في تاريخ النادي.
ومنذ ذلك الحين، كانت الرحلة فريدة ورائعة. فقد احتل الفريق المركز السابع في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2022/23، ليضمن مكاناً في دوري المؤتمر الأوروبي، والمشاركة لأول مرة في بطولة أوروبية منذ موسم 2010/2011.
في الموسم الماضي، استمر الفريق في تحطيم الأرقام القياسية. وتأهل لدور نصف نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، وخسر أمام أولمبياكوس اليوناني في مباراتي الذهاب والعودة. لكن على المستوى المحلي، تفوق فريق إيمري.
احتلال المركز الرابع في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز كان هو الأفضل لأستون فيلا منذ موسم 1996/97، ليضمن للفريق التأهل لدوري أبطال أوروبا لموسم 2024/25، وهي المرة الأولى التي يتأهل فيها أستون فيلا إلى المسابقة الأوروبية الأكبر منذ موسم 1982/83.
وبعد مرور خمسة أشهر فقط، نجح إيمري في تحقيق بداية مثالية في دوري أبطال أوروبا، حيث فاز أستون فيلا في مبارياته الثلاث الأولى في مرحلة الدوري الجديدة، بدون أن تهتز شباكه بأي هدف.
هذا الأمر ساهم في رفع شعبية إيمري في النادي، فالثقافة التي زرعها في الفريق من خلال العمل الجاد والرغبة في تحقيق الفوز يتحدث عن نفسه.
وبعد ساعات فقط من عودته من غرب لندن في وقت متأخر من مساء السبت في الشهر الماضي، بعد نجاحهم في الحصول على آخر ثلاث نقاط في الدوري الممتاز بعد الفوز على فولهام 3-1، بدأوا على الفور الاستعداد لمواجهة بولونيا الإيطالي في دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء.
دائماً إيمري متطلب ويفرض هذا الأمر على اللاعبين والموظفين، وهو ما ساعد في رفع التطلعات، وأدى ذلك إلى تحقيق الانتصارات واللحظات التي لا تنسى والتي نشهدها اليوم.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل مواجهة بولونيا، أشار إيمري إلى إمكانيات النادي، وما يرغب في تحقيقه من إنجازات. فالواضح أن المهمة لم تنته بعد.
وأوضح : ""الأهم بالنسبة لنا هو كيفية زيادة مطالبنا. قبل عامين، تجنبنا خطر الهبوط في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأتيحت لنا الفرصة للتواجد في بطولة أوروبية. بالطبع، كانت الأشهر السبعة الأولى التي قضيناها هنا كانت مذهلة.""
""في الموسم الماضي، واصلنا عملنا، وزدنا من مطالبنا، ونجحنا في التأهل لدوري أبطال أوروبا، والتحدي هو أن نتحسن كل يوم، هل يمكننا الحفاظ على نفس المستوى الحالي، والاستمرار فيه لفترة طويلة؟""
""هذا هو أصعب شيء عندما تحقق الأهداف التي تضعها، كيف يمكنك أن تكون متطلباً وناجحاً، وتعمل بجد للحفاظ على كل ما حققته. هذا هو تفكيرنا الآن كناد ولاعبين.""
""الكلمة الوحيدة التي أكررها منذ وصولي إلى هنا، وحتى الآن، هو أنني لا أريد إضاعة وقتي هنا، وهذه هي الرسالة للجميع هنا. لا يمكنك إضاعة وقتك هنا. أنت محترف، ولكن لا يمكنك تحقيق أفضل هدف بشكل فردي بل يجب أن يكون جماعي.""
""هدفي هنا، على المستوى الشخصي، الحفاظ على نفس المستوى الذي نقدمه الآن، في دوري أبطال أوروبا، ثم إضافة شيء أكثر، أن نكون منافسين على اللقب.""
إن الدافع والطموح الذي يظهره إيمري علانية يشاركه فيه اللاعبين، الذين ما زالوا معجبين به، ليس فقط بمعرفته وخبراته، ولكن أيضاً بعقليته وجوعه.
منذ تعيين إيمري، نجح واتكينز في تسجيل ما لا يقل عن 37 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز. دوايت يورك فقط سجل 44 هدف تحت قيادة بريان ليتل، وجابي أجبونلاهور سجل 45 هدفاً تحت قيادة مارتن أونيل.
وقال إيمري في الصيف، عن صاحب القميص رقم 11 في فيلا : ""لا أستطيع التحدث عنه بما فيه الكفاية. إنه متحمس للغاية ولديه رغبة في تحقيق شيء ما. إنه يريد الفوز بالبطولات. إنه متطلب للغاية. ""
زملاء واتكينز أيضاً تحدثوا عن إيمري بشكل رائع، حيث قال ماتي كاش : ""المدير الفني كان له جزء كبير في الأمر.""
""لقد آمن بنا، وساعدنا في الوصول إلى ما نحققه الآن. لقد تأكد من أنه عندما ندخل للمباريات نكون مستعدين وقادرين على تطبيق تكتيكه. الخبرة التي جلبها معه هنا لا تصدق.""
""المدرب يفرض علينا الالتزام بالثبات على الأداء. إنه يفعل كل شيء خارج الملعب للتأكد من استعدادنا، مع الاهتمام بالتفاصيل.""
مورجان روجرز هو لاعب آخر يقدم مستوى رائع تحت قيادة المدرب الفائز بالدوري الأوروبي أربع مرات، بعد التعاقد معه من ميدلسبره قبل تسعة أشهر فقط، أصبح اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً أحد الأسماء التي تتواجد في التشكيلة الأساسية لإيمري.
وفي حديثه عن مدربه، قال روجرز : ""إنه يتنفس كرة القدم، إنه عبقري، يمكنك أن ترى ذلك على أرض الملعب.""
تحت قيادة إيمري، تحطمت الأرقام القياسية. في الموسم الماضي، قاد الفريق لتحقيق الفوز في 15 مباراة متتالية بالدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب فيلا بارك. بين مارس وديسمبر، كانت هذه الفترة هي رابع أطول سلسلة انتصارات للفريق في تاريخ المسابقة. وقد نال بفضل ما حققه جائزتي أفضل مدير فني في الدوري الممتاز عن تلك الفترة.
في الموسم الماضي، كان أول موسم كامل له كمدير فني مع فيلا، وقاد الفريق إلى تسجيل 76 هدف، وتحقيق 20 انتصار، وجمع 68 نقطة أكثر من أي موسم آخر من 38 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز في تاريخ النادي. كما تم ترشيحه لجائزة أفضل مدير فني في الدوري الإنجليزي الممتاز عن هذا الموسم، ووقع عقداً جديداً لمدة 5 سنوات سيربطه مع النادي حتى عام 2029.
على الصعيد المحلي، لا تزال إحصائياته مع الفريق مذهلة. قبل تعيينه، لم يكن لدى أي مدرب في أستون فيلا نسبة فوز تزيد عن 50%. الآن، أعلى نسبة فوز لجميع مدربي فيلا في التاريخ، في كل المسابقات، هي 54.64%.
إيمري كان أسرع مدرب لفيلا يصل إلى 30 انتصاراً في 48 مباراة، و40 انتصاراً في 69 مباراة، و50 انتصاراً في 90 مباراة في كل المسابقات، ومنذ أول مباراة له، لم يحصل سوى مانشستر سيتي وليفربول وأرسنال على المزيد من النقاط على أرضه في الدوري الإنجليزي الممتاز.
في الواقع، كان فيلا تحت قيادة إيمري هو آخر فريق يحقق فوزاً في الدوري على فريق بيب جوارديولا، في ديسمبر من العام الماضي، حيث يتمتع السيتي بسلسلة مباريات دون هزيمة وصلت إلى 32 مباراة.
لا يفصل أوناي إيمري سوى 22 انتصار آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز لتحقيق رقم قياسي جديد. فقط ليتل (51) وجريجوري أونيل (كلاهما 61) يحملون حالياً أكبر سجل من تحقيق الانتصارات في الدوري الإنجليزي الممتاز مقارنة بالمدرب الإسباني.
