بإمكانك أن تكتب اسم "فيليبي كوتينيو" على يوتيوب، وستجد الكثير من اللقطات المتنوعة الخاصة به، من مهارات وأهداف بعد مسيرة كروية رائعة خاضها في السنوات الأخيرة.
ارتدى البرازيلي قمصان بعض أكبر الأندية في أوروبا، واستطاع أن يبهر الجماهير واللاعبين المنافسين على حد سواء بقدرته على التسجيل والإبداع.
وبعد التوقيع مع أستون فيلا على سبيل الإعارة قادماً من برشلونة، سنلقي نظرة سريعة على مشواره الكروي حتى الآن ..
البرازيل والبدايات
ولد كوتينيو في مكان ليس ببعيد عن ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، في بلدة تدعى روشا.
سرعان ما تم التعرف على قدراته الكروية، التي تعلمها من كرة الصالات في الشوارع جنبًا إلى جنب مع شقيقه الأكبر، وقام كشافي فاسكو دا جاما بتوجيه دعوة له لحضور الاختبارات.
كان الشاب كوتينيو مترددًا في البداية، يتذكر: ""كنت أبكي ولم أرغب في اللعب لأنني كنت خجولًا. عندما بدأت اللعب بالفعل، كان كل شيء طبيعيًا . لم أعد خجولًا، وكنت أستمتع"".
تم تصعيد كوتينيو في الفئات السنية بعد ظهوره بشكل جيد مع فاسكو، وسرعان ما تم استدعاؤه لمنتخبات البرازيل في الفئات المختلفة والإشادة بإمكانياته.
خطوة إيطاليا
استطاع نادي إنتر ميلان أن يحصل على توقيع كوتينيو في عام 2008 بعد منافسة مع أندية النخبة في أوروبا، ودفع النادي الإيطالي 3.4 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع اللاعب البالغ من العمر 16 عامًا.
القوانين الإيطالية كانت تمنع اللاعبين الأجانب من اللعب على المستوى الاحترافي حتى سن الـ 18، مما جعل كوتينيو يعود إلى فريق فاسكو على سبيل الإعارة لمدة عامين حتى يواصل تطوره.
كانت العودة للبرازيل أمراً جيداً لكوتينيو، الذي لعب 12 مباراة مع فاسكو في دوري الدرجة الثانية قبل أن يصعد الفريق للدوري الممتاز، وشارك في الموسم التالي في 31 مباراة.
عند وصوله إلى الإنتر في صيف 2010، أشاد به المدير الفني في ذلك الوقت رافا بينيتيز ووصفه بأنه ""مستقبل إنتر ميلان"". وعلى الرغم من البداية الواعدة لكوتينيو مع النيراتزوري، اُقيل بينيتز في ديسمبر ولم يحصل فرصته مع المدير الفني الجديد ليوناردو.
استمر صانع الألعاب البرازيلي في سان سيرو، وتداول عليه ستة مدربين ولعب 45 مباراة وسجل خمسة أهداف واستطاع أن يتوج ببطولتين، لينتقل بعدها لإسبانيول على سبيل الإعارة.
الانتقال لليفربول
في يناير 2013، تعاقد نادي ليفربول مع كوتينيو بـ مقابل 8.5 مليون جنيه إسترليني. وجد البرازيلي المبدع، الذي لا يزال يبلغ من العمر 20 عامًا فقط، المكان المثالي لإظهار قدراته وإمكانياته.
في فريق يضم مدرب فيلا ستيفن جيرارد والهدافين لويس سواريز ودانييل ستوريدج، ساعد كوتينيو في إقتراب الريدز من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمه الثاني في ميرسيسايد، وخسروا اللقب بفارق نقطتين.
قال سواريز عن كوتينيو: ""إنه الشخص الذي أعطانا الثقة في امتلاك الكرة لأن قدرته الفنية جيدة جدًا. كنت أعلم أنه لن يخسرها، كنت أعلم أنه سينتج شيئًا مميزًا، وأنه سيمرر الكرة بشكل صحيح"".
لم ينجح كوتينيو في الفوز ببطولات مع ليفربول، ولكنه حصل على جوائز فردية، حيث فاز بجائزتي أفضل لاعب في النادي وجائزة أفضل لاعب في الموسم في موسمين متتاليين.
تحقيق البطولات
تحققت أحلام كوتينيو عندما انتقل لصفوف برشلونة في صفقة تقدر قيمتها بـ 146 مليون جنيه إسترليني في يناير 2018.
وقال حينها: ""أنا سعيد للغاية، إنه حلم وأصبح حقيقة وأتمنى أن أفي بكل التوقعات في هذا المجال"".
بعد بضعة أشهر فقط، كان كوتينيو يحمل لقب الدوري الأسباني عالياً، بعد أن ساهم بثمانية أهداف وخمسة تمريرات حاسمة في 18 مباراة. كما أنه سجل في نهائي كأس الملك حيث فاز نادي برشلونة بالثنائية.
في أول موسم كامل له مع النادي، لعب البرازيلي 34 مباراة في الدوري وساهم في إحراز برشلونة للقب الدوري الإسباني.
انتقل بعدها كوتينيو لبايرن ميونخ على سبيل الإعارة لمدة موسم في أغسطس عام 2019، واستمر في حصد الألقاب، حيث فاز بالدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا.
التمثيل الدولي
تمثيل منتخب البرازيل كان له أهمية كبيرة عند كوتينيو، لأن لديه اعتقاد بأنه قادر على تحقيق النجاح في مسيرته الإحترافية.
يتذكر : ""لقد قلت لنفسي، حسناً، يمكنك بالفعل أن تكون محترفاً"" وذلك عندما تم استدعاؤه إلى منتخب البرازيل تحت 14 عاماً.
منذ الاستدعاء الأول، كان لاعبًا عاديًا على مستوى الفئة العمرية مع منتخب بلاده، حيث فاز ببطولة أمريكا الجنوبية تحت 17 عامًا وكأس العالم تحت 20 سنة 2011.
على مستوى المنتخب الأول، غاب كوتينيو عن قائمة البرازيل في كأس العالم 2014، وفي النهاية ترك بصمته بعد أربع سنوات عندما انضم إلى قائمة المنتخب في روسيا 2018.
واستطاع في عام 2019 أن يحصل على أول بطولة له مع منتخب البرازيل، بعد التتويج بلقب كوبا أمريكا على أرضهم."
