يعود المدير الفني الإسباني أوناي إيمري إلى أجواء الكرة الإنجليزية من جديد، ليتولى تدريب أستون فيلا في خطوة جديدة في مسيرته التدريبية التي قادته إلى بعض أكبر الأندية في أوروبا وحقق خلال هذا المشوار 11 لقباً كبيراً.
على حد قوله، يصل المدير الفني البالغ من العمر 50 عاماً إلى الدوري الإنجليزي وهو مستعد بشكل أفضل، وليس في حاجة إلى البحث بعيداً من أجل التحقق من ذلك بعد أن قاد إيمري فياريال لتحقيق أكبر إنجاز، وهو الفوز بالدوري الأوروبي عام 2021.
لقب الدوري الأوروبي الذي حققه إيمري مع فياريال، ضمن أربع ألقاب أوروبية زينت مسيرته التدريبية، والتي شملت أيضاً فترة مليئة بالكؤوس في فرنسا مع باريس سان جيرمان، وحصد سبعة ألقاب في موسمين.
ولد إيمري وكرة القدم في دمه. فاز جده بكأس إسبانيا مرتين مع فريق ريال يونيون ولعب والده مع فريق ديبورتيفو لاكرونيا. على عكس والده وجده، اللذين لعبا في مركز حراسة المرمى، لعب إيمري في مركز خط الوسط.
بعد أن وصل للفريق الأول لريال سوسيداد وسجل هدفاً في الدرجة الأولى، قضى أوناي إيمري معظم مسيرته الكروية في الدرجتين الثانية والثالثة في إسبانيا.
تعرض أوناي إيمري لإصابة في الركبة جعلته يسدل الستار على مسيرته كلاعب في عام 2004 وهو في عمر 32 عاماً، مع النادي الذي كان يلعب معه في ذلك الوقت، لوركا ديبورتيفا، سرعان ما تم الاستعانة به كمدير فني. حيث استطاع قيادة الفريق إلى الصعود من الدرجة الثالثة في وموسمه الأول.
خلال مسيرته التدريبية استطاع أن يجمع جوائز ميجيل مونيوز - التي منحت لأفضل مدرب في كل من القسمين الأولين - بعد أن قاد إيمري فريق لوركا إلى المركز الخامس في الدرجة الثانية وقبل أن يساهم في صعود ألميريا إلى الليجا خلال موسمه الأول مع الفريق. استمر في التألق في الدوري الإسباني، وقاد ألميريا إلى المركز الثامن ليجذب انتباه نادي فالنسيا.
تولى تدريب فالنسيا، واستطاع خلال أربعة مواسم في ميستايا التواجد في المركز الثالث والتواجد في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى على الرغم من اضطراره لبيع اثنين من أبرز النجوم، ديفيد فيا وديفيد سيلفا، بسبب مشاكل النادي المالية.
خلال فترة وجوده في فالنسيا، شارك أوناي إيمري في تأليف كتاب عن دور كرة القدم في تحفيز عقلية الفوز.
وقال إيمري : ""كمدير فني، من المهم أن نفهم أن كل لاعب هو شخص قبل أن يصبح لاعب كرة قدم.""
""سواء كان نيمار، الذي دربته في باريس سان جيرمان، أو أحد اللاعبين الذين كانوا معي في لروكا. ما أفعله هو أنني أحاول التفاعل معهم على المستوى الشخصي كوسيلة لتحديد أهدافي وتوقعاتي.""
اهتمام إيمري باحتياجات لاعبيه لم يمر، على اللاعبين المحترفين أو أي شخص، دون أن يلاحظه أحد من الذين لعبوا وتعاملوا معه.
قال أدريان رابيو : ""هو مدير فني يتواصل بالفعل مع الجميع. يسألنا عن رأينا، ما الذي أحببناه، وما لم نحبه. يسأل عن حالة اللاعب إذا كان متعباً بشكل كبير بعد التدريبات أم لا.""
بعد فترة قصيرة مع سبارتاك موسكو، تولى إيمري تدريب إشبيلية وساهم أسلوبه في قيادة الفريق لثلاثة نهائيات متتالية في الدوري الأوروبي والتتويج بهم على حساب بنفيكا ودنيبرو دنيبروبتروفسك
وعلى ليفربول.
إيمري كان جاهزاً لخوض تجربة جديدة بعد نهاية مشواره مع إشبيلية، وهذه المرة كانت مع باريس سان جيرمان. توج معهم بثلاثة كؤوس من أربعة في موسمه الأول قبل أن يفوز بالدوري الفرنسي بفارق 13 نقطة في موسمه الثاني ليتوج معهم بالرباعية.
كان نيمار وداني ألفيس وكيليان مبابي وتياجو سيلفا ضمن مجموعة من اللاعبين العالميين الذين دربهم إيمري خلال فترة وجوده في العاصمة الفرنسية، ليترك بصماته على الفريق.
قال إدينسون كافاني : ""منذ اللحظة التي وصل فيها أوناي إلى باريس، أظهر شغفه بكرة القدم.""
""لقد أحببت حقاً طريقته في العمل. إنه مدير فني مجتهد وهذا هو سبب فوزه بالألقاب.""
استمر ارتباط إيمري بالدوري الأوروبي خلال 18 شهراً مع أرسنال، حيث قاد الجانرز إلى المباراة النهائية. استعصي عليه الكأس أمام تشيلسي في باكو، لكنه تمكن من تسجيل ثاني أعلى نسبة فوز في مسيرته (55%) خلال فترة وجوده في لندن.
طوال حياته المهنية، كان اهتمام إيمري بالتفاصيل متكرراً مع أولئك الذين لعبوا وعملوا معه، وبرز في عدة لحظات خلال فترة عمله مع فياريال.
في التحضير لنهائي الدوري الأوروبي مع الغواصات الصفراء أمام مانشستر يونايتد في عام 2021، والذي فازوا فيه بركلات الترجيح، اعترف إيمري بمشاهدة 17 مباراة ماضية للشياطين الحمر من تحليله لخصومهم إلى التفاصيل الصغيرة.
في الموسم التالي، ساعدت فطنته التكتيكية مرة أخرى في سد الفجوة بين فريقه وأكبر الأسماء في أوروبا، قاد الفريق الإسباني للتواجد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ليواجه ليفربول. شاهد إيمري 15 مباراة من مباريات الريدز في مجمع فياريال سبورتس سيتي للتحضير للمباراة.
يمكن أن يتطلع إيمري إلى مواجهة يورجن كلوب مرة أخرى الآن بعد أن عاد إلى الدوري الإنجليزي مع فيلا. لكن ليست المباريات والأسماء الكبيرة فقط هي التي يتطلع المدير الفني لمواجهتهها، فهو يستمتع بكل مباراة.
يقول إيمري : ""يجب على أي شخص يعمل في كرة القدم أن يحبها وأن يشعر بالشغف. إذا كنت تحبها مثلي، الأوقات الجيدة، الأوقات السيئة، فإنك تأخذها بسعادة.""